أطلقت منظمة الصحة العالمية مبادرة جديدة تدعو فيها الدول الأعضاء إلى زيادة الأسعار الحقيقية للتبغ والكحول والمشروبات السكرية، بنسبة لا تقل عن 50% بحلول عام 2035.


الهدف من ذلك، كما جاء في بيان صحفي نُشر بمناسبة مؤتمر إشبيلية حول تمويل التنمية، هو "الحد من الأمراض المزمنة وتوليد إيرادات ضرورية لخزائن الدول".
هذه المبادرة، المعروفة باسم "3 بحلول 35"، تأتي في وقت "تعاني فيه أنظمة الرعاية الصحية من ضغط هائل نتيجة تزايد أعداد المصابين بالأمراض غير المعدية، وتراجع المساعدات التنموية، وارتفاع الدين العام"، بحسب ما أوضحته المنظمة الأممية.
وقد أثبت فرض الضرائب على هذا النوع من المنتجات فعاليته في خفض استهلاكها.
يُشار إلى أن الملياردير مايكل بلومبرغ، عمدة نيويورك في العقد الأول من الألفية الثانية والمعارض الشرس للتدخين، فرض ضرائب مرتفعة على السجائر وحقق بذلك نتائج فعالة.
وقال الدكتور جيريمي فارار، مسؤول تعزيز الصحة والوقاية ومكافحة الأمراض في منظمة الصحة العالمية:"الضرائب الصحية هي من أكثر الأدوات فعالية التي نملكها."
وأضاف:"إنها تقلل من استهلاك المنتجات الضارة وتولّد إيرادات يمكن للحكومات إعادة استثمارها في الرعاية الصحية والتعليم والحماية الاجتماعية. لقد حان وقت التحرك."
وأشارت المنظمة إلى أن استهلاك التبغ والكحول والمشروبات السكرية يُغذّي وباء الأمراض غير المعدية.
وفقًا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية، فإن الأمراض غير المعدية والتي تشمل أمراض القلب والسرطان والسكري تمثل أكثر من 75% من إجمالي الوفيات عالميًا. وتقدّر المنظمة أن زيادة وحيدة بنسبة 50% في أسعار هذه المنتجات قد تمنع 50 مليون حالة وفاة مبكرة خلال الخمسين سنة القادمة.
كما وضعت المنظمة لنفسها هدفًا إضافيًا وصفته بأنه "طموح لكنه قابل للتحقيق": جمع 1000 مليار دولار أميركي خلال العقد القادم.
وأشارت المنظمة إلى أن ما بين عامي 2012 و2022، قامت قرابة 140 دولة بزيادة الضرائب على التبغ، ما أدى إلى رفع الأسعار الحقيقية بأكثر من 50% في المتوسط، مما يُظهر أن التغيير واسع النطاق ممكن التحقيق.